بقلم: اقلاديوس ابراهيم – لندن
بعد مرور أقل من اسبوع على أحداث العنف التي اندلعت خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي في مدينة برمنجهام وسط انجلترا احتجاجاً على التطرف والارهاب الاسلامي ومحاولات تطبيق الشريعة الاسلامية في بعض المدن والمناطق البريطانية التي تقطنها غالبية اسلامية، تجمع عدد من تحالف "رابطة الدفاع البريطانية" مع جماعة "اقفوا اسلمة اوروبا" للتظاهر مرة اخرى يوم أمس الجمعة خارج المسجد المركزي بمنطقة هارو شمال غرب العاصمة البريطانية لندن. وبالرغم من محاولات المسؤولين عن المسجد الغاء التظاهرة بالاتصال بالشرطة، ومجلس بلدية حي هارو، ومطالبتهما بالاتصال بوزارة الداخلية البريطانية لالغاء التظاهرة، إلا أن رئيس المجلس البلدي لم يستجب لتلك المحاولات لعدم وجود أسباب قانونية تمنع التظاهرة، موضحاً أن الشرطة وحدها هي التي تقرر ما اذا كانت التظاهرة قانونية أم لا. ومن جانبها أقرت الشرطة قانونية التظاهر. وقام تحالف عناصر من "رابطة الدفاع البريطانية" مع جماعة "اوقفوا اسلمة اوروبا" بالمظاهرة في موعدها المحدد.وعلى الجانب الآخر تجمع تحالف آخر مضاد من الشباب المسلمون الغاضبون مع اعضاء من "الاتحاد البريطاني المناهض للفاشية" الذي يرأسه عمدة لندن السابق كين ليفنجستون المعروف بتعاطفه مع المسلمين وبصداقته الحميمة مع الشيخ يوسف القرضاوي. وقامت اعداد كبيرة تتراوح ما بين 1000 الى 2000 جاءت من أماكن متفرقة في لندن وضواحيها، بعضهم ملثمون، بمحاولة اختراق صفوف شرطة مكافحة الشغب ورشقهم بالحجارة والزجاجات، للوصول الى مجموعة صغيرة من المتظاهرين المناهضين للمسلمين، غير ان الشرطة استطاعت صدهم وحماية المتظاهرين، واعتقال 10 اشخاص، تم التحفظ على تسعة منهم لخرقهم قواعد التظاهر وحملهم زجاجات ومطارق وعصي. وقال أحد منظمي التظاهرة من المناهضين للمسلمين بانهم "ليسوا عنصريين، ولكنهم متخوفون من انتشار الارهاب الاسلامي، وانهم يعارضون بناء مساجد جديدة حتى تسوى كل مظاهر الكراهية والتطرف.. وانهم جاءوا الى هنا للتظاهر بشكل سلمي". وقال آخر "نحن في بريطانيا، ولنا الحق في التظاهر.. ونحن لسنا عنصريين فلدي ابنان يقاتلان مع الجيش البريطاني في افغانستان لحماية المسلمين من طغيان الطالبان".وعبر شخص آخر عن قلقه نحو تزايد اعداد المسلمين في بلاده فقال "بدأنا نصبح اقلية في بلادنا"We've become a minority in our own country." أما إمام مسجد هارو اجمال مسرور، فأضحك مستمعيه حسبما نشرت صحيفة "الاندبندانت" عندما طلب من تابعيه تجاهل المتظاهرين مسترشداً بما كان والده يقوله له دائماً "اذا عض كلب قدمك، فهل تسدير لتعض الكلب؟". ويقول أحد شباب المسلمين "نحن لا نرغب في البدء بالعنف، لكن حضرنا للدفاع عن اخوتنا واننا نستطيع احضار 10 اشخاص مقابل كل متظاهر يحضرونه هم".وأدان عمدة لندن السابق كين ليفنجستون رئيس جماعة "الاتحاد ضد الفاشية" المتظاهرين وانتقدهم بشدة، معتبراً انهم بمناهضتهم للمسلمين يعيدون للاذهان ما حدث ضد اليهود ومعابدهم في العام 1930. يذكر ان أكبر الجاليات المسلمة التي تعيش في بريطانيا تنحدر من جنوب آسيا، بالاضافة الى أن هناك أيضا جاليات عربية وأفريقية، ومسلمين من جنوب شرق آسيا والبلقان وتركيا. والمسلمون هم أكبر أقلية دينية تعيش في بريطانيا. فحسب تعداد السكان لعام 2001 بلغ تعدادهم حوالى 1.6 مليون مسلم، وصلت اعدادهم حاليا الى أكثر من مليونين. ويتركز معظمهم في المدن البريطانية مثل برادفورد ولندن وبرمنجهام وليستر واولدهام.وبالرغم من ان الحكومة البريطانية تلتزم بتشجيع التفاهم بين الجاليات، وضمان توفير الفرص المتساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن لون البشرة أو الأصل العرقي أو الديانة أو الجنس، غير أنها يجب ان تستيقظ قبل فوات الأوان لؤاد تنامي التطرف الاسلامي والقضاء عليه قبل ان يتقلص عدد البريطانيون امام خصوبة المسلمين ويصبح البريطانيون اقلية في بلادهم.
No comments:
Post a Comment