حوار / هاني سمير هل يمكن الربط بين تجمع سبعة آلاف قبطي في فناء كنيسة بعزبة النخل قبل أيام وظهور أول مرشح قبطي علي كرسي الرئاسة في مصر أم أن الأمر مجرد صدفة؟.. كل الاحتمالات واردة، لكن الشاهد أن هناك شيئا ما تغير في سلوكيات الأقباط الفترة الماضية، وأن الاتهامات الدائمة بالسلبية والانطواء والانزواء لم تعد صالحة علي إطلاقها، وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا إذا حدثت معجزات سياسية ما، يظل إعلان المحامي بالنقض ممدوح رمزي عن ترشحه علي منصب رئيس الجمهورية في انتخابات 2011 أمرا مثيرا للاهتمام والجدل،
خاصة أن نخلة سبق له الترشح علي منصب نقيب المحامين ولم يحالفه النجاح، كما أن له حضورا بشكل أو بآخر في مجال الدفاع عن حريات وحقوق الإنسان.
«الدستور» التقت أول مرشح قبطي علي كرسي الرئاسة في مصر، وأجرت معه هذا الحوار:
> متي طرأت الفكرة لك لترشح نفسك علي منصب رئيس الجمهورية؟
- بعد أن سمعت فتوي مفادها أن القبطي لا يجوز له أن يكون رئيسا للجمهورية.
> لكن شنودة البابا أيضا قال إن القبطي لا يمكنه أن يكون رئيسا للجمهورية وأن جمال مبارك يبدو أنه ليس له منافس علي كرسي الرئاسة.. كيف تري كلام البابا؟
- كلام البابا غير ملزم لنا نحن العلمانيون باعتبار أن الرئيس لا يجوز أن يكون غير مسلم، كما أن كلامه لا سند قانوني له بدليل أن الهند تعداد سكانها يتجاوز المليار نسمة منهم 90% من الهندوس ومع ذلك رئيس دولة الهند مسلم، وأيضا نسبة مسيحيي السنغال قليلة جدا ومع هذا رئيس الجمهورية لوبود سنجور مسيحي الديانة.
فنحن لا نؤمن بكلام البابا كما أنه لا يجد صدي في الواقع بالإضافة إلي الفتاوي الظلامية التي لا تستند إلي تشريع في الدين الإسلامي التي تقول بأنه لا يجوز للمسيحي أن يتقدم لمنصب رئيس مصر.
> لكن الأنبا بيشوي الرجل الثاني في الكنيسة القبطية كرر ما قاله البابا فبما تفسر ذلك؟
- هذا هو مصدر الخطر أن تحتضن الكنيسة المسيحيين سياسيا وتوجههم حسبما تريد وهذا أمر مرفوض لا يقره العلمانيون، فنحن السياسيون نجاهد منذ زمن لفصل الدين عن الدولة، وليس من حق الكنيسة ولا الأزهر أن يتدخلا في السياسة وبالتالي فرأي الأنبا بيشوي غير ملزم ولا يقيد المسيحيين في اختيار الرئيس القادم، وكما قلت ليس من حق الكنيسة أن تحتضن المسيحيين وتوجههم سياسيا كيفما تحب.
> هل تَرشح عدلي أبادير رئيس منظمة الأقباط متحدون والموجود الآن في سويسرا من قبل للرئاسة؟
- لا، عدلي أبادير قال إنه يريد ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية لكنه لم يفعلها كما أن الترشح ليس بالمراسلة.
> كيف فكرت في الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية؟
- ترشحي لرئاسة الجمهورية حق يكفله الدستور والقانون وأيضا لأرد علي المشككين والمتعصبين الذين يرفضون ترشح الأقباط، فمن هنا أردت أن أبعث برسالة إلي الشعب المصري وإلي النظام بأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي ومن حقي دستوريا طبقا لنص المادة 40 من الدستور التي تنص علي أن المصريين جميعا متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بينهم بسبب الجنس أو اللون أو العقيدة، كما أن الدستور المصري لم يشترط في أي مادة من مواده أن يكون رئيس الجمهورية مسلما.
> لكن المادة الثانية التي تنص علي أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع؟
- المادة الثانية ليس لها علاقة ولا شأن بهذا الأمر وغير مفعلة وأعتبرها وردة حمراء في عروة جاكيت النظام لتجميله فقط.
> هل هناك دوافع أخري لترشحك؟
- نعم دفعني سؤال من أحد الصحفيين أثناء إجرائه حوار معي طالبا ردي علي الفتاوي التي لا تقر ترشح المسيحي لرئاسة الجمهورية شرعا مما أثار استفزازي وزادني إصرارا علي الترشح، وأتحدي أن يكون هناك عائق لهذا الترشح مادامت الشروط المطلوبة متوافرة في فأنا نائب لرئيس الحزب الدستوري وعضو الهيئة العليا به وهذا يكفيني للترشح.
> وهل هذا كاف ويتوافق مع المادة 76 من الدستور بعد تعديلها في مايو 2005؟
- المطلوب أن يكون المرشح يتجاوز سنه الأربعون عاما ومن أبوين مصريين وفي المادة 76 أن يكون في اللجنة العليا لأحد الأحزاب أو أن يحصل علي تأييد 250 عضوا بالمجالس النيابية والمحلية ومجالس المحافظات وأنا تتوافر فيَّ الشروط حزبيا ولست محتاجا لتوقيع 250 عضواً.
> لكن أيضا الأقباط أقلية عددية في مصر فكيف يمكنك الفوز؟
- منصب رئيس الجمهورية منصب سياسي والأقباط جزء من النسيج الوطني، والرئيس الذي يترشح ويفوز هو رئيس لكل المصريين لكنني لم أترشح من أجل الأقباط وليست لي أجندة قبطية بل وطنية والمسألة ليست «مسيحي ومسلم» ولا يحول بيني وبين المنصب كوني من الأقباط وأيضا لا يمكن أن يعاقبني أحد بسبب ديانتي.
> هل أنت خائف؟
- «إن خفت ماكنتش أقدمت وأنا رجل لا يعرف الخوف» ثم إنني أتقدم بطرق مشروعة لمنصب مشروع فلماذا أخاف؟ وهل النظام يبطش بكل من يترشحون لهذا المنصب؟!
> ألا تخشي المصير الذي لاقاه أيمن نور ونعمان جمعة بعد الانتخابات الرئاسية الماضية؟
- أيمن نور أخطأ وهناك مستندات وقضية وبالتالي حوكم بناء عليها والأمر في يد القضاء، أما نعمان جمعة فلا أتصور أنه تعرض لمضايقات لكن هذين الاثنين هما المرشحان اللذان توفرت فيهما الشروط اللازمة.
> والكنائس المصرية بطوائفها كيف تري ترشح قبطي لرئاسة الجمهورية؟
- هناك استطلاع رأي تم لهذه الفئات، فالكنيسة الأرثوذكسية قالت إنه ظاهرة جيدة رغم إصرارها علي جمال مبارك، والكنيسة الإنجيلية قالت إنه حق مشروع لكن الكنيسة الكاثوليكية أفتت بغير علم وقالت إن المرشح لمنصب الرئيس يجب أن يكون من أبوين مسلمين مع أن الدستور المصري قال من أبوين مصريين.
> والحزب الوطني كيف يري ترشح قبطي لهذا المنصب؟
- الحزب الوطني رحب بذلك، والدكتور محمد الغمراوي أمين الحزب الوطني في القاهرة وغيره محمد هيبة وجهاد عودة كلهم أثنوا علي هذه الفكرة، لأنه يعطي تأكيدا علي أن مصر لا تضطهد الأقباط بدليل أن قبطياً مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية، والدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية في مجلس الشوري اتصل بي هاتفيا معربا عن ترحيبه بهذه الخطوة بالإضافة للدكتور نبيل لوقا بباوي.
> هل يعني هذا أن الحزب الوطني ينقسم علي ذاته؟
- لا بل أراد أن يبعث برسالة محددة للدول المتحضرة مفادها أن مصر لا تضطهد الأقباط ولا تقف حائلا في طريقهم للترشح علي أي منصب.
> إذن من الذي سينتخبك؟
- الكثيرون من المسلمين المستنيرين والمسيحيين والبهائيين إن كان لهم صوت انتخابي.
> وهل تأمل في النجاح؟
- أتصور نجاحي مسألة صعبة في ظل غياب المشروع القومي للشعب المصري فقد تحول المواطن المصري بعد عام 1952 من ناخب قومي إلي ناخب ديني وبالتالي بعملية حسابية بسيطة تجد الأقباط يمثلون 15% من تعداد المصريين وهذا في حد ذاته لا يكفي لنجاح أي مرشح قبطي لو اعتمد علي الأقباط ولكنني لا أريد أن أقلل من قدر الأقباط وتأثيرهم فتعدادهم يتجاوز تعداد دولتين في المنطقة العربية هما تونس وليبيا فهل الأقباط يحصلون علي حقوقهم مثل مسيحيي لبنان؟ الإجابة بالطبع لا.
> وما الذي تريده؟
- أريد أن نكسر القيد الحديدي من حول رقبة الأقباط وإلغاء القوانين الجائرة التي لا تتفق وكرامتهم.
> مثل ماذا؟
- الشروط العشرة المذلة والمعروفة بالخط الهمايوني لبناء الكنائس بحيث يتساوون مع شركائهم في الوطن مساواة كاملة وأن يكون التعامل علي أساس الكفاءة وألا تكون العقيدة مصدرا للعقاب.
> وهل هناك قوانين أخري؟
- نعم فيجب إقرار قانون موحد لبناء دور العبادة الذي لم ير النور منذ 15 عاماً
إذاً المشكلة كلها في بناء الكنائس؟
بناء الكنائس هو الذي يخلق دائما نوعا من التوتر بين الأقباط والمسلمين لكن هناك أيضا حقوق الأقباط في المناصب العليا والوظائف السيادية والمحظور شغلها تماما علي الأقباط كرئاسة الجمهورية والأمن القومي وأمن الدولة والمجلس الأعلي للدفاع.
> الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والتشريعية قال منذ أيام لأحد البرامج التليفزيونية أنه تم بناء 500 كنيسة في ال25 سنة الماضية؟
- هذا كذب وكل الكنائس التي تبني الآن تبني دون ترخيص، وكما قال السادات: «من وراء ذقن الحكومة» فالحكومة المصرية تعطي تصريحات ببناء كنائس لكنها لا تسمح بتنفيذ تلك التصريحات بسبب الشروط العشرة وكنائس مصر لا يتجاوز عددها 1000 كنيسة فهل يعقل أن يصلي 7000 آلاف قبطي في كنيسة بينما يصلي كل 600 مسلم فقط في مسجد.
> وكيف تري جمال مبارك؟
- هو أوفر حظا ورغم إصراري علي رفض التوريث لكن جمال مبارك مواطن مصري له كل حقوق المواطنة، وبالتالي من حقه أن يترشح وأن يأتي لكن بطريقة دستورية وانتخاب حر مباشر.
> لكن ما الذي يجعل الكنيسة تؤيد جمال؟
- هناك اعتبارات لديها كما أن رجال الكنيسة موقنون أن جمال مبارك حظوظه كبيرة و أنه الرئيس القادم فعلا.
> أهذا تنبؤ لنجل الرئيس؟
- ليس تنبؤاً لكن الكنيسة لا تريد أن تدخل في صراعات لكنها بذلك قدمت دعاية مجانية لجمال وما كان لها التدخل في هذا الأمر فمسئولية الكنيسة مسئولية روحية وليست سياسية.
> ورجل الشارع المصري المواطن الكادح كيف تري قبوله مرشحا قبطيا لرئاسة الجمهورية؟
- هناك مستنيرون كثيرون يرحبون بذلك، لكن المشكلة أن 80% من هذا الشعب أصبحت ثقافته سلفية ووهابية وترفض قبول الآخر.
> ما طموحك، وهل هو الظهور الإعلامي فحسب؟
- لست محتاجا للظهور الإعلامي فأنا أحد رموز الأقباط كما أنني أحد رموز المحامين وأعمل بالسياسة منذ أكثر من 32 عاما، وكثير الظهور علي شاشات التليفزيون للتعليق علي مختلف الموضوعات القانونية والسياسية فهذا لن يخدمني كثيرا لكن من حقي أن أدافع عن المقهورين عامة والأقباط خاصة.
> هذا يعطينا إيحاء أنك مرشح فئوي؟
- لا لست مرشحا فئويا لكن الأقباط فئة كبيرة من هذا الشعب لا يستهان بها ونزولي يعد تحريكا لهذا الملف الذي يتعمدون إسقاطه.
> من الذي يتعمد إسقاطه؟
- النظام.
> حاليا وأنت مرشح ما موقفك من الإخوان المسلمين؟
- الإخوان جماعة محظورة قانونيا.
> وفي حالة فوزك ما موقفك من الحزب الذي ينادون به وكيف تعاملهم؟
- مثلهم مثل باقي المصريين لكن لن أسمح بأي أحزاب ذات مرجعيات دينية فهي مرفوضة طبقا للدستور المصري ولكن يمكن لهم أن يندمجوا في الأحزاب المختلفة.
> في رأيك كيف تري الشكل الأمثل لتمثيل الحكومة في مصر؟
- في ظل تحول الناخب المصري من قومي لناخب ديني فلا تصلح سوي الانتخابات بالقائمة النسبية والتي تتيح تمثيل كل الأطراف المهمشة والقاصرة حاليا علي المسيحيين فقط بعد أن شرعت كوته للمرأة وكوته للعمال والفلاحين، فهل من المعقول تهميش شعب تعداده يتجاوز الـ18 مليون نسمة؟!
> وهل عدد الأقباط في مصر يتجاوز الـ18 مليون نسمة؟
- نعم وأتحدي من يثبت عكس ذلك.
> وما رؤيتك للقضايا الداخلية مثل قضية النوبيين وحق العودة والقضايا الخارجية كالقضية الفلسطينية؟
- من المفترض أن المشكلات الداخلية ضمن مسئوليات رئيس الحكومة لكننا للأسف لم نشعر بحكومة منذ ست سنوات ماضية حتي تصريحات رئيس الوزراء فهي بناء علي تعليمات الرئيس فلا شيء يتم في هذا البلد سوي بأمر الرئيس.
> والنوبيون؟
- النوبيون هم من نسيج الوطن ويجب التعامل مع قضيتهم كبقية المصريين، أما بخصوص القضية الفلسطينية فمصر تؤازر القضايا العربية بصفة عامة وقدمت مصر العديد من التضحيات في سبيل القضية الفلسطينية والحروب الثلاثة التي قادتها مصر كانت بسبب الفلسطينيين فمصر لم تتخل عن واقعها العربي.
> إذاً أنت تؤيد القومية العربية؟
- بلاشك لكن بعيدا عن النعرات الطائفية والأسلمية.
> لكن هناك من يري إحياء القومية المصرية بعيدا عن القومية العربية.. فما رأيك؟
- مصر تعيش في واقعها العربي باعتبارها دولة في المنطقة العربية لكنها غير ملتزمة بالتخلف الفكري أو تديين الدول، فمصر دولة مدنية وستظل هكذا حتي المنتهي.
> وما رأيك في من ينادون بإحياء اللغة القبطية؟ - هذا أمر صعب المنال لكن يمكن أن تدرس في الجامعات مثل اللغتين العبرية والتركية واللغات الأخري أي أنه يمكن إحياؤها عن طريق التخصصات الجامعية لكن ليس مجتمعيا.
> وما رأيك فيما آلت إليه أحزاب المعارضة في الشارع المصري؟
- أحزاب المعارضة هي أحزاب وليدة والحزب الوطني طغي عليها كلها ولم يترك لها مساحة تتحرك فيها.
> لو أصبحت رئيسا للجمهورية فهل سيكون للأقباط مكان في الوظائف السيادية والوزارات؟
- بالطبع.
> وكيف تستطيع الخروج من مأزق الطائفية؟
- نستطيع الخروج عن طريق الاختيار بالكفاءة ومن تتمثل فيه الكفاءة يشغل المنصب المناسب له، ودعني أسأل ألم يكن رئيس مجلس النواب قبطيا وأيضا ألم يكن رئيس الوزراء قبطيا؟.
خاصة أن نخلة سبق له الترشح علي منصب نقيب المحامين ولم يحالفه النجاح، كما أن له حضورا بشكل أو بآخر في مجال الدفاع عن حريات وحقوق الإنسان.
«الدستور» التقت أول مرشح قبطي علي كرسي الرئاسة في مصر، وأجرت معه هذا الحوار:
> متي طرأت الفكرة لك لترشح نفسك علي منصب رئيس الجمهورية؟
- بعد أن سمعت فتوي مفادها أن القبطي لا يجوز له أن يكون رئيسا للجمهورية.
> لكن شنودة البابا أيضا قال إن القبطي لا يمكنه أن يكون رئيسا للجمهورية وأن جمال مبارك يبدو أنه ليس له منافس علي كرسي الرئاسة.. كيف تري كلام البابا؟
- كلام البابا غير ملزم لنا نحن العلمانيون باعتبار أن الرئيس لا يجوز أن يكون غير مسلم، كما أن كلامه لا سند قانوني له بدليل أن الهند تعداد سكانها يتجاوز المليار نسمة منهم 90% من الهندوس ومع ذلك رئيس دولة الهند مسلم، وأيضا نسبة مسيحيي السنغال قليلة جدا ومع هذا رئيس الجمهورية لوبود سنجور مسيحي الديانة.
فنحن لا نؤمن بكلام البابا كما أنه لا يجد صدي في الواقع بالإضافة إلي الفتاوي الظلامية التي لا تستند إلي تشريع في الدين الإسلامي التي تقول بأنه لا يجوز للمسيحي أن يتقدم لمنصب رئيس مصر.
> لكن الأنبا بيشوي الرجل الثاني في الكنيسة القبطية كرر ما قاله البابا فبما تفسر ذلك؟
- هذا هو مصدر الخطر أن تحتضن الكنيسة المسيحيين سياسيا وتوجههم حسبما تريد وهذا أمر مرفوض لا يقره العلمانيون، فنحن السياسيون نجاهد منذ زمن لفصل الدين عن الدولة، وليس من حق الكنيسة ولا الأزهر أن يتدخلا في السياسة وبالتالي فرأي الأنبا بيشوي غير ملزم ولا يقيد المسيحيين في اختيار الرئيس القادم، وكما قلت ليس من حق الكنيسة أن تحتضن المسيحيين وتوجههم سياسيا كيفما تحب.
> هل تَرشح عدلي أبادير رئيس منظمة الأقباط متحدون والموجود الآن في سويسرا من قبل للرئاسة؟
- لا، عدلي أبادير قال إنه يريد ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية لكنه لم يفعلها كما أن الترشح ليس بالمراسلة.
> كيف فكرت في الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية؟
- ترشحي لرئاسة الجمهورية حق يكفله الدستور والقانون وأيضا لأرد علي المشككين والمتعصبين الذين يرفضون ترشح الأقباط، فمن هنا أردت أن أبعث برسالة إلي الشعب المصري وإلي النظام بأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي ومن حقي دستوريا طبقا لنص المادة 40 من الدستور التي تنص علي أن المصريين جميعا متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بينهم بسبب الجنس أو اللون أو العقيدة، كما أن الدستور المصري لم يشترط في أي مادة من مواده أن يكون رئيس الجمهورية مسلما.
> لكن المادة الثانية التي تنص علي أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع؟
- المادة الثانية ليس لها علاقة ولا شأن بهذا الأمر وغير مفعلة وأعتبرها وردة حمراء في عروة جاكيت النظام لتجميله فقط.
> هل هناك دوافع أخري لترشحك؟
- نعم دفعني سؤال من أحد الصحفيين أثناء إجرائه حوار معي طالبا ردي علي الفتاوي التي لا تقر ترشح المسيحي لرئاسة الجمهورية شرعا مما أثار استفزازي وزادني إصرارا علي الترشح، وأتحدي أن يكون هناك عائق لهذا الترشح مادامت الشروط المطلوبة متوافرة في فأنا نائب لرئيس الحزب الدستوري وعضو الهيئة العليا به وهذا يكفيني للترشح.
> وهل هذا كاف ويتوافق مع المادة 76 من الدستور بعد تعديلها في مايو 2005؟
- المطلوب أن يكون المرشح يتجاوز سنه الأربعون عاما ومن أبوين مصريين وفي المادة 76 أن يكون في اللجنة العليا لأحد الأحزاب أو أن يحصل علي تأييد 250 عضوا بالمجالس النيابية والمحلية ومجالس المحافظات وأنا تتوافر فيَّ الشروط حزبيا ولست محتاجا لتوقيع 250 عضواً.
> لكن أيضا الأقباط أقلية عددية في مصر فكيف يمكنك الفوز؟
- منصب رئيس الجمهورية منصب سياسي والأقباط جزء من النسيج الوطني، والرئيس الذي يترشح ويفوز هو رئيس لكل المصريين لكنني لم أترشح من أجل الأقباط وليست لي أجندة قبطية بل وطنية والمسألة ليست «مسيحي ومسلم» ولا يحول بيني وبين المنصب كوني من الأقباط وأيضا لا يمكن أن يعاقبني أحد بسبب ديانتي.
> هل أنت خائف؟
- «إن خفت ماكنتش أقدمت وأنا رجل لا يعرف الخوف» ثم إنني أتقدم بطرق مشروعة لمنصب مشروع فلماذا أخاف؟ وهل النظام يبطش بكل من يترشحون لهذا المنصب؟!
> ألا تخشي المصير الذي لاقاه أيمن نور ونعمان جمعة بعد الانتخابات الرئاسية الماضية؟
- أيمن نور أخطأ وهناك مستندات وقضية وبالتالي حوكم بناء عليها والأمر في يد القضاء، أما نعمان جمعة فلا أتصور أنه تعرض لمضايقات لكن هذين الاثنين هما المرشحان اللذان توفرت فيهما الشروط اللازمة.
> والكنائس المصرية بطوائفها كيف تري ترشح قبطي لرئاسة الجمهورية؟
- هناك استطلاع رأي تم لهذه الفئات، فالكنيسة الأرثوذكسية قالت إنه ظاهرة جيدة رغم إصرارها علي جمال مبارك، والكنيسة الإنجيلية قالت إنه حق مشروع لكن الكنيسة الكاثوليكية أفتت بغير علم وقالت إن المرشح لمنصب الرئيس يجب أن يكون من أبوين مسلمين مع أن الدستور المصري قال من أبوين مصريين.
> والحزب الوطني كيف يري ترشح قبطي لهذا المنصب؟
- الحزب الوطني رحب بذلك، والدكتور محمد الغمراوي أمين الحزب الوطني في القاهرة وغيره محمد هيبة وجهاد عودة كلهم أثنوا علي هذه الفكرة، لأنه يعطي تأكيدا علي أن مصر لا تضطهد الأقباط بدليل أن قبطياً مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية، والدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية في مجلس الشوري اتصل بي هاتفيا معربا عن ترحيبه بهذه الخطوة بالإضافة للدكتور نبيل لوقا بباوي.
> هل يعني هذا أن الحزب الوطني ينقسم علي ذاته؟
- لا بل أراد أن يبعث برسالة محددة للدول المتحضرة مفادها أن مصر لا تضطهد الأقباط ولا تقف حائلا في طريقهم للترشح علي أي منصب.
> إذن من الذي سينتخبك؟
- الكثيرون من المسلمين المستنيرين والمسيحيين والبهائيين إن كان لهم صوت انتخابي.
> وهل تأمل في النجاح؟
- أتصور نجاحي مسألة صعبة في ظل غياب المشروع القومي للشعب المصري فقد تحول المواطن المصري بعد عام 1952 من ناخب قومي إلي ناخب ديني وبالتالي بعملية حسابية بسيطة تجد الأقباط يمثلون 15% من تعداد المصريين وهذا في حد ذاته لا يكفي لنجاح أي مرشح قبطي لو اعتمد علي الأقباط ولكنني لا أريد أن أقلل من قدر الأقباط وتأثيرهم فتعدادهم يتجاوز تعداد دولتين في المنطقة العربية هما تونس وليبيا فهل الأقباط يحصلون علي حقوقهم مثل مسيحيي لبنان؟ الإجابة بالطبع لا.
> وما الذي تريده؟
- أريد أن نكسر القيد الحديدي من حول رقبة الأقباط وإلغاء القوانين الجائرة التي لا تتفق وكرامتهم.
> مثل ماذا؟
- الشروط العشرة المذلة والمعروفة بالخط الهمايوني لبناء الكنائس بحيث يتساوون مع شركائهم في الوطن مساواة كاملة وأن يكون التعامل علي أساس الكفاءة وألا تكون العقيدة مصدرا للعقاب.
> وهل هناك قوانين أخري؟
- نعم فيجب إقرار قانون موحد لبناء دور العبادة الذي لم ير النور منذ 15 عاماً
إذاً المشكلة كلها في بناء الكنائس؟
بناء الكنائس هو الذي يخلق دائما نوعا من التوتر بين الأقباط والمسلمين لكن هناك أيضا حقوق الأقباط في المناصب العليا والوظائف السيادية والمحظور شغلها تماما علي الأقباط كرئاسة الجمهورية والأمن القومي وأمن الدولة والمجلس الأعلي للدفاع.
> الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والتشريعية قال منذ أيام لأحد البرامج التليفزيونية أنه تم بناء 500 كنيسة في ال25 سنة الماضية؟
- هذا كذب وكل الكنائس التي تبني الآن تبني دون ترخيص، وكما قال السادات: «من وراء ذقن الحكومة» فالحكومة المصرية تعطي تصريحات ببناء كنائس لكنها لا تسمح بتنفيذ تلك التصريحات بسبب الشروط العشرة وكنائس مصر لا يتجاوز عددها 1000 كنيسة فهل يعقل أن يصلي 7000 آلاف قبطي في كنيسة بينما يصلي كل 600 مسلم فقط في مسجد.
> وكيف تري جمال مبارك؟
- هو أوفر حظا ورغم إصراري علي رفض التوريث لكن جمال مبارك مواطن مصري له كل حقوق المواطنة، وبالتالي من حقه أن يترشح وأن يأتي لكن بطريقة دستورية وانتخاب حر مباشر.
> لكن ما الذي يجعل الكنيسة تؤيد جمال؟
- هناك اعتبارات لديها كما أن رجال الكنيسة موقنون أن جمال مبارك حظوظه كبيرة و أنه الرئيس القادم فعلا.
> أهذا تنبؤ لنجل الرئيس؟
- ليس تنبؤاً لكن الكنيسة لا تريد أن تدخل في صراعات لكنها بذلك قدمت دعاية مجانية لجمال وما كان لها التدخل في هذا الأمر فمسئولية الكنيسة مسئولية روحية وليست سياسية.
> ورجل الشارع المصري المواطن الكادح كيف تري قبوله مرشحا قبطيا لرئاسة الجمهورية؟
- هناك مستنيرون كثيرون يرحبون بذلك، لكن المشكلة أن 80% من هذا الشعب أصبحت ثقافته سلفية ووهابية وترفض قبول الآخر.
> ما طموحك، وهل هو الظهور الإعلامي فحسب؟
- لست محتاجا للظهور الإعلامي فأنا أحد رموز الأقباط كما أنني أحد رموز المحامين وأعمل بالسياسة منذ أكثر من 32 عاما، وكثير الظهور علي شاشات التليفزيون للتعليق علي مختلف الموضوعات القانونية والسياسية فهذا لن يخدمني كثيرا لكن من حقي أن أدافع عن المقهورين عامة والأقباط خاصة.
> هذا يعطينا إيحاء أنك مرشح فئوي؟
- لا لست مرشحا فئويا لكن الأقباط فئة كبيرة من هذا الشعب لا يستهان بها ونزولي يعد تحريكا لهذا الملف الذي يتعمدون إسقاطه.
> من الذي يتعمد إسقاطه؟
- النظام.
> حاليا وأنت مرشح ما موقفك من الإخوان المسلمين؟
- الإخوان جماعة محظورة قانونيا.
> وفي حالة فوزك ما موقفك من الحزب الذي ينادون به وكيف تعاملهم؟
- مثلهم مثل باقي المصريين لكن لن أسمح بأي أحزاب ذات مرجعيات دينية فهي مرفوضة طبقا للدستور المصري ولكن يمكن لهم أن يندمجوا في الأحزاب المختلفة.
> في رأيك كيف تري الشكل الأمثل لتمثيل الحكومة في مصر؟
- في ظل تحول الناخب المصري من قومي لناخب ديني فلا تصلح سوي الانتخابات بالقائمة النسبية والتي تتيح تمثيل كل الأطراف المهمشة والقاصرة حاليا علي المسيحيين فقط بعد أن شرعت كوته للمرأة وكوته للعمال والفلاحين، فهل من المعقول تهميش شعب تعداده يتجاوز الـ18 مليون نسمة؟!
> وهل عدد الأقباط في مصر يتجاوز الـ18 مليون نسمة؟
- نعم وأتحدي من يثبت عكس ذلك.
> وما رؤيتك للقضايا الداخلية مثل قضية النوبيين وحق العودة والقضايا الخارجية كالقضية الفلسطينية؟
- من المفترض أن المشكلات الداخلية ضمن مسئوليات رئيس الحكومة لكننا للأسف لم نشعر بحكومة منذ ست سنوات ماضية حتي تصريحات رئيس الوزراء فهي بناء علي تعليمات الرئيس فلا شيء يتم في هذا البلد سوي بأمر الرئيس.
> والنوبيون؟
- النوبيون هم من نسيج الوطن ويجب التعامل مع قضيتهم كبقية المصريين، أما بخصوص القضية الفلسطينية فمصر تؤازر القضايا العربية بصفة عامة وقدمت مصر العديد من التضحيات في سبيل القضية الفلسطينية والحروب الثلاثة التي قادتها مصر كانت بسبب الفلسطينيين فمصر لم تتخل عن واقعها العربي.
> إذاً أنت تؤيد القومية العربية؟
- بلاشك لكن بعيدا عن النعرات الطائفية والأسلمية.
> لكن هناك من يري إحياء القومية المصرية بعيدا عن القومية العربية.. فما رأيك؟
- مصر تعيش في واقعها العربي باعتبارها دولة في المنطقة العربية لكنها غير ملتزمة بالتخلف الفكري أو تديين الدول، فمصر دولة مدنية وستظل هكذا حتي المنتهي.
> وما رأيك في من ينادون بإحياء اللغة القبطية؟ - هذا أمر صعب المنال لكن يمكن أن تدرس في الجامعات مثل اللغتين العبرية والتركية واللغات الأخري أي أنه يمكن إحياؤها عن طريق التخصصات الجامعية لكن ليس مجتمعيا.
> وما رأيك فيما آلت إليه أحزاب المعارضة في الشارع المصري؟
- أحزاب المعارضة هي أحزاب وليدة والحزب الوطني طغي عليها كلها ولم يترك لها مساحة تتحرك فيها.
> لو أصبحت رئيسا للجمهورية فهل سيكون للأقباط مكان في الوظائف السيادية والوزارات؟
- بالطبع.
> وكيف تستطيع الخروج من مأزق الطائفية؟
- نستطيع الخروج عن طريق الاختيار بالكفاءة ومن تتمثل فيه الكفاءة يشغل المنصب المناسب له، ودعني أسأل ألم يكن رئيس مجلس النواب قبطيا وأيضا ألم يكن رئيس الوزراء قبطيا؟.
No comments:
Post a Comment