Sunday, September 27, 2009

الإعلام المصري هل أصبح العش الذهبي للوهابية ؟


تحقيق: محمد زيان

ما السبب الحقيقي وراء تصاعد العنف في مصر بشكل غير مسبوق عن فترات العهد الجميل؟ وهل الأفكار الغريبة عن الوطن هي التي لا تمارس عملية التحريض المستمر لمكونات الجماعة الوطنية في مصر؟ وبالتالي فإن السؤال الأكثر أهمية هو.. ما الدور الذي تلعبه الوهابية وسط هذا المجتمع لتزكية العنف والكراهية بين المسلمين والأقباط؟ وما هو دور الإعلام في نقل الشعور والأفكار الهدّامة إلى المواطن المصري؟، وماذا عن سيطرتها على هذا الإعلام كما يُقال؟ ولمصلحة مَن؟، ومَن المستفيد؟ وكيف تسيطر الوهابية على الإعلام؟ وما هي السبل لمواجهة هذا الغزو الوهابي للإعلام المصري؟

متطرفةالفنان حمدى أحمد يشير إلى امتداد التيارات المتطرفة وسيطرتها على الساحة الإعلامية في مصر من خلال بعض القنوات الفضائية والصحف التي سيطرت عليها الوهابية في الفترة الماضية، وهو ما تظهر آثاره في هذا الكم الهائل من أحداث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين من خلال بث الفرقة والفتنة الطائفية.ويشير أحمد إلى سيطرة التمويلات القادمة من الوهابيين على القنوات الفضائية لنشر أفكارها المتشددة التي تؤثر بالسلب على المجتمعات المستقرة، والتى تحظى بتنوع ديني من خلال نشر أفكار التكفير والتحريض المستمر على قتل الآخر واستحلال دمه تكفيره ونشر الاختلافات المذهبية بين السنة والشيعة والتحريض المستمر للمسلمين على الأقباط، وهو ما نشاهد نواتجه في الإقتتال الطائفي وحوادث العنف بين الحين والآخر.ويشدد أحمد على ضرورة محاربة هذه الأفكار التي تقدمها الوهابية من خلال إعلام مستنير مواز يحاول أن يؤثر في المجتمع ويقدم له صحيح الدين وقيم الإعتدال، مؤكدًا أن هذه الفكرة تحتاج لمجهودات جبارة لمحاربة السيطرة الوهابية على الإعلام في مصر.وينتقد حمدي أحمد عدم سيطرة الحكومة على الإعلام في مصر والسماح للتيارات المتشددة التدخل وفرض أفكارها والتغلغل فيه واللعب بعقول الشباب، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الإعلام مطالبة بالسيطرة وإحكام قبضتها على المواد الإعلامية التي تُبث ولا تسمح بالاختراق الخارجي والتوجيه من الخارج.

غريبةالدكتور جابر عصفور يشير إلى أن الفكر الوهابي يدعو لأفكار متطرفة وغريبة على المجتمعات المتسامحة، وهي أفكار وليدة البداوة والصحراء وتحض على القتل ونبذ الآخرين المخالفين لها في الفكر والمنهج وذلك باستخدام الإعلام، حيث تعمد الوهابية إلى اختراق وسائل والإعلام وشرائها بالأموال وبالتالي التمدد على حساب الأفكار الوسطية والمعتدلة، ويعمد الوهابيون إلى نشر أفكار التكفير والهجوم على الآخرين المخالفين في الفكر والاعتقاد وذلك من خلال ادّعاء الوهابيين وتصورهم أنهم يحملون الحقيقة المطلقة وصحيح الدين في الوقت الذي تنشر فيه أفكار تحض على القتل والتدمير والخراب، ناهيك عن ممارسة الدور التحريضى لتأليب المواطنين داخل المجتمع الواحد.ويؤكد عصفور على أن الوهابية واتباعها يكرسون ملايين الدولارات لغزو عقول الشباب والسيطرة عليها، في الوقت الذي لم تقدم فيه هذه الحركة غير إراقة الدماء ودق طبول الفتنة بين الأديان والمذاهب المختلفة.

الإخوانويشير أبو عوف غريب "رئيس مجلس إدارة جريدة الكفاح" إلى المحاولات المستمرة التي يحاول الإخوان في مصر السيطرة على الإعلام من خلالها عن طريق تقديم عروض وإغراءت تتمثل في دعم وتمويل الصحف من خلال الشراء أو الدعم المالي، في محاولة منهم للسيطرة على وسائل الإتصال بالجماهير وتوصيل أفكارهم ومخاطبتهم وتوجيههم.ويذهب غريب إلى أهمية الإعلام في منظور الحركات والجماعات الدينية المتطرفة المتمثلة في ترسيخ مفاهيمها لدى قطاعات المواطنين وبث أفكارها إليهم، لتبدأ التواصل معهم عبر الإعلام وبالتالي يسهل عليها عملية تعبئتهم وضمان الحصول على أصواتهم في العملية الإنتخابية كما في حالة الإخوان المسلمين في مصر.أما بالنسبة للوهابية والتي من منظور غريب تحاول السيطرة على الإعلام في مصر من خلال شراء الصحف ووسائل الإعلام لتنطق باسمها و تساعد على نقل مفاهيمها المتشددة لأنها تعلم أن الإعلام أقصر الطرق إلى السيطرة على العقول وتوجيهها.

منابروتذهب الدكتورة ماجي الحلواني "العميد السابق لكلية الإعلام" إلى الاختراق الوهابي للإعلام في مصر من خلال بعض المنابر التي تسيطر عليها التيارت المتطرفة في المجتمع مثل الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى تمارس الهدم في المجتمعات، مشيرة إلى أن هذه القنوات التي يسيطر عليها أصحاب الأفكار المتطرفة والصحف تبث الكثير من المواد الإعلامية التي من شأنها التأثير على أفكار المجتمعات المخاطبة والمقصود التأثير فيها إعلاميًا وبالتالي تغيير نمط التفكير فيها وتحويل الدفة لخدمة أهدافها.وتؤكد أن نمط التأثير في الإعلام قائم على التمويل الذي تقدمه الوهابية بسخاء لتوسيع السيطرة على منابع الفكر والإعلام للتأثير في المجتمع، وهنا يبقى المال هو المحدد لمدى التأثير الإعلامي الذي تمارسه هذه الحركات الدينية المتطرفة.وتشير الحلواني إلى أن سبل المواجهة مع الأفكار المتطرفة عمومًا والتي تقدمها الحركات الدينية المتطرفة وتحجيم دورها في الإعلام يأتي على مسارين متوازيين:الأول: أن تقوم الدولة بدور قوي في محاربة التطرف وغزو الإعلام.والثاني: يبدو في فتح الباب أمام الأفكار المستنيرة لمواجهة الغزو المتطرف للإعلام وتوضيح حقيقة المتاجرة بالدين التي تمارسها هذه الجماعات والحركات.

No comments:

Post a Comment