Wednesday, June 10, 2009

صرخة قبطية - سريانية في كولونيا !!!


بقلم: صموئيل بولس عبد المسيح

تقيم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في هولندا، قداس شهري في السبت الأول من كل شهر لرعاياها الساكنين في مقاطعة أوفريسل ( Overijssel ) بداخل كنيسة القديس الشهيد مار قرياقوس السريانية الأرثوذكسيةالشقيقة،على اسم مذبح القديس يوحنا المعمدان، حتى يوفقنا الرب في شراء كنيسة خاصة بنا.ويحضر الصلاة معنا أخوة وأخوات من أحبائنا المسيحيين الشرقيين الناطقين بالعربية،سوريين وعراقيين ولبنانيين،من كنائس السريان والأرمن والروم والكلدان، ونرحب بالجميع بكل محبة.+ وحدث في القداس الماضي (السبت الموافق 6 يوليو) أن تلقيت دعوة من بعض الأخوة السريانالمنتظمين معنا في حضور القداس، للذهاب معهم إلى مدينة كولونيا الألمانية،والتي تبعد عن مدينتناالهولندية بنحو185 كم، وذلك لحضور قداس عيد حلول الروح القدس في كنيسة مار بطرس وبولس السريانية بكولونيا، والذي يقام فيه أيضاً قداس الأربعين لوالد أحدهم، وهو رجل مسيحي بار وأرثوذكسي صميم،وعاش حياته في هدوء وسلام، وكان نقي القلب كالطفل، لهذا أصبح غالياً جداً على قلبي، ربنا ينيح روحه في فردوس النعيم.وقالت لي أبنته، وهي أيضاً مساعدتي السابقة في مجلة "الحق والحياة" وظلت تخدم معي عدة سنوات حتى تزوجت من أحد أصدقائي الأقباط، وأنجبت منه ، فاعتزلت الخدمة للتفرغ لزوجها وأطفالها وبيتها.قالت: إن الشباب يريدون ذهابي معهم لمواصلة أحاديثنا.وهي تقصد أخويها وأصدقاؤهم،وهم مجموعة من الشباب المسيحي السرياني الغيورين على مسيحهم وكنيستهم وشعبهم المسالم الوديع.ومجرد أن ألتقي بهم حتى يفتحوا باب الحديث عن التحديات الرهيبة التي تواجه كنيستهم الشقيقة في هولندا،ومنها تحدي الاقتناص البغيض الذي تمارسه بعض المجموعات الإنشقاقية المنحرفة، بدعم من قس خمسيني مشعوذ مشهور.بالإضافة إلى تحديات الاقتناص الذي تمارسه جماعة شهود يهوه.كما يعانون أيضاً من تحديات التحديث والتطوير الكنسي في مجالات الخدمة الرعوية والتعليم من اجل تقديم شهادة إيمانية تناسب ثقل ومكانة كنيسة إنطاكية العظيمة، ولحماية رعاياهم من الذئاب الخاطفة.وكنت أقوم بالتصدي لهذه الذئاب الماكرة لعدة سنوات،وحدثت احتكاكات ومواجهات بيني وبينهم حتى خشيت علي الكنيسة القبطية،فأمرني مرشدي الروحي،وأب اعترافي في المهجر بالكف عن مواجهتهم حفاظاً على سلامتي وصحتي، وترك أمر مواجهتهم للكنيسة السريانية صاحبة الشأن.فتضايق بعض الشباب السرياني المؤمن والملتزم بسبب توقفي عن مواجهتي لأعداء كنيستهم،وعاتبوني بشدة.لكني أفهمتهم بضرورة الاعتماد على أنفسهم في الدفاع عن كنيستهم، مع استعدادي التام لإبداء النصح لهم،ومدهم بالكتب الأرثوذكسية الدفاعية، والهدايا الدينية لمدارس الأحد.وهذا ما أقوم به بالفعل مع كل الخدام السريان الذين يطلبون مساعدتي في التصدي لهرطقة شهود يهوه،وبدعة التكلم بألسنة الشياطين،وبقية الفرق المنحرفة التي تقتات على الاقتناص من الكنائسالرسولية المقدسة،سواء في هولندا، أم في السويد، أم في ألمانيا.وكتبت عدة مقالات في مجلة "الحكمة" السريانية التي تصدرها مطرانية السريان في الأراضي المقدسة تحت إشراف سيدنا مار سويروس متى مطران السريان في الأردن والقدس.ووزعت العديد من النبذات الأرثوذكسية في هولندا لمواجهة الذئاب الخاطفة بالتنسيق مع مطران هولندا وأوروبا للسريان الأرثوذكس، نيافة الحبر الجليل المتنيح سيدنا مار يوليوس يشوع جيجك.كما دخلت في مواجهة علنية مع "ناظر" شهود يهوه في المنطقة، وهو هولندي كان كاثوليكي ثم ارتد عن المسيحية واتبع شهود الهوى، وتدرج عندهم حتى وصل لمنصب القيادة، وهو مسئول أيضاً عن المركز الإقليمي الأوربي للناطقين بالعربية.كما سبق ودخلت في مواجهة حادة مع قسيس سبتي عراقي كان كلداني كاثوليكي،ثم ارتد عن المسيحية،وأتبع بدعة السبتيين حتى صار قسيساً عندهم.ونفس الأمر مع النساطرة،حتى أصبحت معروفاً داخل أوساط المسيحيين الشرقيين في هولندا والسويد،بالمبشر القبطي العنيد.وكانت مجلة "الحق والحياة" للمسيحيين الشرقيين في هولندا وأوروبا، التي أصدرها،تسبب إرباكاً لأعداء المسيح والكنيسة، حتى لقبوني بالمبشر القبطي المتطرف!!+ كل هذا جعل المسيحيين الشرقيين المخلصين للمسيح، لا سيما السريان، يحبوني وينتهزوا أي فرصة يلتقون معي لفتح باب الحديث عن استقامة الإيمان، وعن كيفية مواجهة الذئاب الخاطفة.. حتى لو كان لقاء بمناسبة تقديم واجب العزاء، كما حدث في وفاة المرحوم عم جبرائيل شكري، والذي ألقيت كلمة العزاء في وفاته داخل مطرانية السريان، ثم امتد الحديث مع عائلة المتوفى في منزله حتى الحادية عشر مساء، وكان كالعادة يدور حول إيماننا المسيحي المستقيم،والرد على البدع والهرطقات .وهاهي عائلته تدعوني لحضور الأربعين أيضاً لمواصلة هذا الحديث الطويل!!ونظراً لأن المرحوم وعائلته وأقاربه وأصدقائه غاليين جداً على قلبي، ومنهم شقيقه فؤاد الذي يسكن في كولونيا، وهو للعلم كاثوليكي محب جداً لضعفي، ونظراً لرغبة الشباب في اللقاء معي، ونظراً لحضورمجلس العزاء أحد القسس الكاثوليك الشرقيين المحبين وسبق وتناقشنا معاً في العلاقات الكاثوليكية الأرثوذكسية.فكان لابد لي من تلبية الدعوة بالذهاب معهم الى كولونيا بغرب ألمانيا بالرغم من مشغولياتي وظروفي الصحية الصعبة.+ في باكر الأحد عيد حلول الروح القدس، جاءتني سيارة كبيرة بداخلها أربعة من خيرة الشباب السرياني الملتزم بمسيحه وأرثوذكسيته، ومجرد أن دخلنا الأراضي الألمانية، حتى تذكرت ثورة الفلاحين،أو حرب الفلاحين وتطلق بالألمانية (der Deutsche Bauernkrieg) والتي كانت حرباً انتقامية بربرية دموية شارك فيها نحو 300.000 من الفلاحين أتباع لوثر، وتسببت في مقتل 100.000 إنسان.والتي عرفت فيما بعد بالإصلاح البروتستانتي(Protestant Reformation )!!!+ فرت دمعة من عيني عندما تذكرت ثمار هذا الإصلاح عندما قام القس البروتستانتي المسن(73 سنة) - رولاند فيسلبيرغ- بإشعال النيران في جسده في يوم 1 – 11 – 2006 ،أي في نفس يوم ذكرى هذا الإصلاح، بل وتعمد أن يحرق نفسه في ساحة الدير الذي درس فيه مارتن لوثر علم اللاهوت عام 1505م؟+ لقد انتحر المسكين احتجاجاً على فشل كنيسة الإصلاح الذريع أمام الغزو الإسلامي لبلد ما يسمى بالإصلاح،وتذكرت ما قاله أوليفر فورالد، المتحدث باسم جمعية الكنيسة الإنجليكانية، إن أرملة فيسلبيرغأخبرت أسقف مدينة إيرفورت أن زوجها ترك رسالة قبيل انتحاره أعرب فيها عن قلقه تجاهانتشار الإسلام في ألمانيا وتراخي موقف الكنيسة تجاه هذا الأمر.وقال أيضاً في رسالته الوداعية :أنه أضرم في نفسه النيران ليحذر من "خطر أسلمة أوروبا".وكان المسكين يحاول التعبير خلال السنوات الأربع الأخيرة من عمره عن مخاوفه الكبيرة من انتشار الإسلام طالبا من الكنيسة اللوثرية اتخاذ موقف جدي حيال هذا الأمر.فلما لم يجد اهتمام من أحد، بل وتعرض لاتهامات من قسس ما يسمى بالاهوت التحرير الليبرالي الإلحادي الإباحي، بـأنه مسيحي متطرف ومتعصب وكاره للآخر..إلى آخر الاسطوانات التي نسمعها الآن من أذنابهم وصبيانهم( بتوع لاهوت التحرير وأحمد حلمي والعتبة قزاز والسلم نايلوه في نايلوه )!وكان المسكين يصرخ وهو يحترق قائلاً:(السيد المسيح وأوسكار)!!ويقصد بذلك القس -أوسكار بروزويتش- الذي أحرق نفسه أيضاً في نفس المكان قبل 30 سنة احتجاجاً على فشل الإصلاح الألماني في مواجهة الشيوعية في شقه الشرقي.وعلى الجانب الآخر تذكرت تصريح آكسيل نواك أسقف البروتستانت في ولاية ساكسونيا الذي قال فيه:(إن هذا الانتحار مثل صدمة للمجتمع، معربا عن أمله ألا يؤدي لتأجيج المشاعر بين المسيحيين والمسلمين)!!+ كما تذكرت الحملة التي قادها (القس، فرانز مويرر) لجمع تبرعات من الكنيسة لبناء مسجد طولون الذي يريد المسلمين أن ينافس كاتدرائية كولونيا الشهيرة.. يتبع

No comments:

Post a Comment