مقدما أعلم تماما أن كتابة السطور التالية أشبه بالدخول إلي حقل ألغام معصوب العينين, وهنا تكون الغلطة الأولي هي الغلطة الأخيرة أو علي الأقل أقرب إلي السير في أرض تتناثر فيها الأشواك تدمي من يقترب منها.. فنحن أصبحنا ـ علي الرغم من محاولات البعض ممارسة خداع النفس ـ نعيش حاليا حالة من الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد.. الكل بدأ يتشكك في الكل.. يسعي ليحاول اكتشاف ما إذا كان هناك صليب مطبوع علي باطن ساعد من يحدثه.. أو يتدلي من عنق من تقف أمامه.. وفي المقابل تنتاب الآخر لحظة شك.. عندما يلمح فتاة دون حجاب.. في أن تكون فاطمة أو تريز.. أو عندما يكتشف أن اسم من يحدثه مجدي أو كمال ليسعي جاهدا في معرفة الاسم التالي أو لقبه فربما يكون مصطفي أو عبدالمسيح!!
كنا مجتمعا لا يشغله اسم أو لقب الجار.. لم نكن نسعي لنكشف عن ديانته.. لم يكن في مقدور أحد أن يعلم ما إذا كان من يحدثه مسلما أو مسيحيا مجدي أو خيري.. رضا أو مني.. رجاء أو ليلي.. سامي أو كمال.. أما الآن فقد أصبح كل طرف يتعمد صدمة الآخر في اللحظة الأولي للتعارف ديفيد أو وليم.. فاطمة الزهراء أو عبدالرحمن كما لو كان هدفنا فقط هو إبراز هويتنا الدينية!!
كنا مجتمعا لا تشغله علي الإطلاق أن الجار لا يشاركنا صلاة الجمعة أو لا يلحق بنا في قداس الأحد.. فجميعنا كنا نكتفي بأننا مصريون فهذا يكفي.. نتعامل مع بقال أو سوبر ماركت واحد.. نعاني من نفس المشكلات.. نحلم بحياة أفضل.. ننشد دخلا يصمد أمام غول الأسعار أكثر من عشرة أيام في الشهر.. لا يفرق بيننا مرور موكب لمسئول ينمو ـ خلاله ـ شعرنا وتطول أظافرنا من طول الانتظار.. ننتظر مياها للشرب أعلنت مقاطعتها لمنازلنا.. ونترقب تراجع الكهرباء عن قرارها بالهجرة.. وباختصار نعيش واقعا لا يفرق بين عزيز ومحمد.. ولم يكن بيننا من يتأذي لسماع صوت الأذان.. أو يبدي اعتراضا علي صوت أجراس الكنيسة!!
كنا هكذا عشرات المئات من السنين إخوة وحد بيننا أذان المسجد وأجراس الكنيسة.. تقاسمنا الحلم.. تحملنا الانكسارات.. انتشينا بالانتصارات.. عشنا هكذا إلي أن خرج علينا البعض بتعبير سخيف الوحدة الوطنية في الوقت الذي ينصب فيه معني الوحدة علي كيانين وليس كيانا واحدا كما نحن.. وصك آخر تعبيرا أسخف عنصري الأمة فيما نحن عنصر واحد!! وفيما أصبح صاحب العمل يدقق في ديانة من يعمل لديه أو يفحص لحيته يتعمد القس والشيخ علي مجاورة بعضهما البعض في أي مناسبة عامة ليحتضنا بعضهما في مشهد ساذج للغاية كما لو كانا يردان علي ما يدور في عقلهما الباطن أو يقدمان اسكتشا كوميديا. باختصار أصبحنا نجيد التفرقة.. فمتي نكف عن مصافحة بعضنا بعد أن ينتهي أحدنا من نطق تعبير كان فيه مرة واحد مسيحي ليعلن اعتزامه رواية نكتة, بينما يرد آخر كان فيه مرة واحد شيخ.. ومتي يكف البعض منا عن مصافحته لمسيحي ـ تبرئة لنفسه من تهمة التعصب ـ لي واحد صاحبي مسيحي كما لو كان ذلك إحدي عجائب الدنيا التي أصبحنا نعيشها!
كنا مجتمعا لا يشغله اسم أو لقب الجار.. لم نكن نسعي لنكشف عن ديانته.. لم يكن في مقدور أحد أن يعلم ما إذا كان من يحدثه مسلما أو مسيحيا مجدي أو خيري.. رضا أو مني.. رجاء أو ليلي.. سامي أو كمال.. أما الآن فقد أصبح كل طرف يتعمد صدمة الآخر في اللحظة الأولي للتعارف ديفيد أو وليم.. فاطمة الزهراء أو عبدالرحمن كما لو كان هدفنا فقط هو إبراز هويتنا الدينية!!
كنا مجتمعا لا تشغله علي الإطلاق أن الجار لا يشاركنا صلاة الجمعة أو لا يلحق بنا في قداس الأحد.. فجميعنا كنا نكتفي بأننا مصريون فهذا يكفي.. نتعامل مع بقال أو سوبر ماركت واحد.. نعاني من نفس المشكلات.. نحلم بحياة أفضل.. ننشد دخلا يصمد أمام غول الأسعار أكثر من عشرة أيام في الشهر.. لا يفرق بيننا مرور موكب لمسئول ينمو ـ خلاله ـ شعرنا وتطول أظافرنا من طول الانتظار.. ننتظر مياها للشرب أعلنت مقاطعتها لمنازلنا.. ونترقب تراجع الكهرباء عن قرارها بالهجرة.. وباختصار نعيش واقعا لا يفرق بين عزيز ومحمد.. ولم يكن بيننا من يتأذي لسماع صوت الأذان.. أو يبدي اعتراضا علي صوت أجراس الكنيسة!!
كنا هكذا عشرات المئات من السنين إخوة وحد بيننا أذان المسجد وأجراس الكنيسة.. تقاسمنا الحلم.. تحملنا الانكسارات.. انتشينا بالانتصارات.. عشنا هكذا إلي أن خرج علينا البعض بتعبير سخيف الوحدة الوطنية في الوقت الذي ينصب فيه معني الوحدة علي كيانين وليس كيانا واحدا كما نحن.. وصك آخر تعبيرا أسخف عنصري الأمة فيما نحن عنصر واحد!! وفيما أصبح صاحب العمل يدقق في ديانة من يعمل لديه أو يفحص لحيته يتعمد القس والشيخ علي مجاورة بعضهما البعض في أي مناسبة عامة ليحتضنا بعضهما في مشهد ساذج للغاية كما لو كانا يردان علي ما يدور في عقلهما الباطن أو يقدمان اسكتشا كوميديا. باختصار أصبحنا نجيد التفرقة.. فمتي نكف عن مصافحة بعضنا بعد أن ينتهي أحدنا من نطق تعبير كان فيه مرة واحد مسيحي ليعلن اعتزامه رواية نكتة, بينما يرد آخر كان فيه مرة واحد شيخ.. ومتي يكف البعض منا عن مصافحته لمسيحي ـ تبرئة لنفسه من تهمة التعصب ـ لي واحد صاحبي مسيحي كما لو كان ذلك إحدي عجائب الدنيا التي أصبحنا نعيشها!
No comments:
Post a Comment